المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القلب نور يشع على صاحبه


سكون
06-19-2017, 10:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم رحمة الله وبركاته .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين
وعلى آله وصحبة أجمعين

إن الايمان الحق بالله اذا استحكم فى القلب استحكاماً صادقاً قذف الله في ذلك القلب نوراً يشع على صاحبه , وهداية تدفعه لكل خير , واحساساً يجعله يشعر بمن هم فى حاجة وكرب , وهمًّا يجعله يشعر بهموم الآخرين من حوله ..بل ويتعدى ذلك الى أن هذا الايمان الصادق والمعرفة الحقة بالله تصل بالعبد الى أن يكون عبداً ربانياً يتكلم بكلام الله وينطق برحمات الله ويسعى الى رحمة عباد الله .. ويتحول الى كتلة من النور وشعاعاً يشع به على الناس بكل الخير وعظيم السرور. فيلين الجانب , ويساعد المحتاج , ويطبب العليل , ويصنع الخير , ويغلق الشر , ويتحول الى منارة وشامة وعلامة فى دنيا أصابها الزمان بعطب فى نفوس كثير من الناس , فصارت قاسية لاتتأثر ولاتتحرك حتى فى مجرد محاولة تغيير النفس الى مافيه خيريتها قبل خيرية الآخرين
دعاء ورجاء

اللهم ارزقنا إيماناً حقاً وصدقاً واجعلنا شامة وعلامة وأئمة فى كل ميدان ولاتجعلنا من القاسية قلوبهم .
قال تعالى في سورة المؤمنون :
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)} [المؤمنون : 1 - 11]
وقد منهجت الآيات كوكبة رائعة جميلة لبعض مقتضيات الإيمان وشرطية الحصول على الفلاح الذى به


وعد الكريم الرحمن :
خشوع فى الصلاة .
إعراض عن اللغو .
إيتاء للزكاة .

حفظ للفروج إلا على الحلال الذى أباحه الله من الزوجات ومَلكاتُ الأيمان .

رعاية وحفظ للأمانات والعهود .
محافظة على الصلوات .

* روى عن سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه قوله لأصحابه : هلمّوا نزدد ايماناً .
• وكان سيدنا عبد الله بن مسعود رضى الله عنه يدعو فيقول : اللهم زدنا ايماناً ويقيناً وفقها .

الإخلاص طريق المؤمنين :

والإخلاص عند المؤمنين طريقاً لا غنى عنه .. فهم يجعلون الله غايتهم ومقصدهم من كل صغيرة وكبيرة .. يسعون ويعملون ويصلون ويعبدون ويفعلون الخيرات من أجل أن يرضى الله - وحده – عنهم .. فهو المقصد من نياتهم وكل تحركاتهم .. فهم قد فقهوا قول نبيهم : إنما الأعمال بالنيات وانما لكل امريء مانوى .... الخ
خلاصة : إن كتب الله لعبده الاخلاص كٌتب باذنه تعالى من المؤمنين .
رجاء : اللهم اجعل أعمالنا لك خالصة ولوجهك متجهه وعندك مُتقبّلة وارزقنا بحقّها رضاك .

صلاة المؤمنين :

إن المؤمنين فى صلاتهم يخشعون وعليها دائما يحافظون ..
إنها المجاهدة الضرورية التى يمارسها المؤمنون فى صلواتهم حتى اتصفوا بصفة المؤمنين ..
فالخشوع فى الصلاة , والمحافظة عليها , ماهو إلا تذلل للخالق و خوف من شديد البطش و سكون إلى الرحمن الرحيم.
و الخشوع فى الصلاة والمحافظة عليها ماهما إلا ثمرة لممارسات سبقتهما حتى أدت اليهما ووصفت المؤمنين بوصفيهما .

هكذا خشعوا .. وهكذا عليها حافظوا :

(*) استحضروا جلال وهيبة وعظمة الله عند سماع صوت المؤذن يعلو الله أكبر , وآمنوا أنه سبحانه أكبر من كل عمل يمارسونه فى وقت صلاتهم , فتركوا الأعمال وشدوا الى الله الرحال والي مُصلّاهم وقبلتهم جلسوا باطمئنان , يستبشرون ببيعهم الذى بايعوا , فلقاء الجليل حان , والأبواب فُتحت من الجنان , والهرب الأكيد للشيطان كان , واذا قضى الله الأجل كان منه الرضى وحسن الختام والرضوان .
(*) استجمعوا تفكيرهم وطاقاتهم مع الامام وتدبروا الأيات.. فوجدوا وعدا ووعيدا استدعى تعوذّهم منه .. ووجدوا جنة ونعيما إستدعى تشوقهم وطلبهم وسؤالهم .
(*) قللوا من حركات الجسد أثناء الصلاة فلم يزيدوا عن الثلاث ... وعلموا أن من خشع قلبه خشعت جوارحه وسكنت عن الحركة , وصارت معلقة بأعالى الجنان .
(*) استحضروا أن هذه الصلاة التى يصلونها هى آخر ماسيكون من صلاة فجعلوها صلاة توديع ووداع .
(*) اغلقوا هواتفهم المحمولة لإيمانهم بأن الصلاة صلة بالله ومع الله ويجب قطع غيرها من الاتصالات مع الناس .
(*) نظروا محل سجودهم ولم يلتفتوا يمنة ولا يسرة ... وكأن على رؤوسهم طيرا .

المحاسبة سمة المؤمنين

إزداد المؤمنون إيماناً بأن عاشوا عَيش الصالحين الربانيين , فداوموا على محاسبة أنفسهم حساباً شديداً , لإيمانهم بأنها الدواء من كل داء , والشفاء من كل سقم وبلاء , والمطهرة للبدن , والرافعة للشأن والقدر , عند مليك مقتدر بل وعند كل البشر , وأنتبهوا بأن الأيام مُسرعةُ , والشهر والشهران يتبع بعضهما بعضا وكأنهما ينطويان طياَّ ..
فكانت محاسبتهم شاملة لكل مجريات اليوم من أمور تتعلق برب الجلال وأخرى تتعلق بعباده سبحانه وتعالى ..
متذكرين فى ذلك إمام التقوى علياّ بن أبى طالب رضى الله عنه عندما سُئل عن التقوى , ماالتقوى يا إمام ؟ فقال : هى الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعدادا ليوم الرحيل ) .
ولماّ آمن المؤمنون بأهمية التقوى أوقفوا أنفسهم عندها وراجعوها , فتحققت فيهم خيرية عظيمة ..

فاتنه♣♪
06-21-2017, 03:39 AM
الله يجزاكي الجنه

سمو الذات
06-24-2017, 10:06 AM
شــــــكــــــــــــرا يــــــعــــطـــــــيــــ ـــكـــــــــي الـــــــــــعــــــــافـ ـــــــــيـــــــة ســـــــكـــــــــــون تحياتي

ابو الملكات
09-30-2017, 04:52 AM
جزاك الله خير ورحم والديك وانار قلبك وعقلك بنور الايمان وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك وجعل الجنة مثواك امين يارب

الفجر البعيد
10-01-2017, 01:38 AM
سلمت أناملك على الطرح الطيب