hassan
07-02-2018, 01:36 AM
: أحمد حسن الزيات :
الله في السماء ، والأمل في الأرض ،
وبين روْح الله المؤاسي ، ومدد الرجاء
الآسي تندمل الجفون القريحة ،
وتلتئم القلوب الجريحة ، وتنتعش
الجدود العاثرة .
الكروان يموت فرخه في المساء ،
وفي الصباح يرقص ويصدح ، والشاة
يذبح حملها في الحظيرة ، وفي المروج
تثغو وتمرح ، والقلب يُقطع من
القلب والرُّوح تُنزع من الروح ، ثم
يعيش المُحِبُّ بعد حبيبه ، والوالد
بعد ولده ، كما يعيش النهر الناضب
في ارتقاب الفيضان ، والروض الذابل
في انتظار الربيع .
لله على الناس نعمتان لا يطيب
بدونهما العيش ، ولا يبلغ إلا عليهما
العمر : النسيان والأمل ماذا كان يصنع
الأسى بالقلوب الوالهة إذا لم يمح
النسيان من الذهن صورة الحبيب الراحل
أو الهاجر ؟ تأمل حالك يوم فجعك
الموت في عزيز عليك ، أما كنت تجد
لهيب الحزن متصلاً يوقد صدرك من
غير خُبُوَ ، ويذيب حشاك من غير هُدْنَةٍ ؟
تصور دوام هذه النار على نياط القلب
وأعصاب الجسد ، ثم قَدَّر في نفسك
الحياة على هذه الصورة ، على أنها
والحمد لله لا تدوم ، فإن الجبار الذي
سَلَّط الألم على الروح ، وهو الرءوف
الذي سلط الزمن على الألم ،
فالزمن لا ينفك يسحب ذيول الأيام
والليالي ، على الصور والآثار حتى
تنطمس المشابه وتعفو الرسوم ،
ولا يبقى من المفقود إلا صورة لا تنطق ،
ولا من الجراح إلا ندبة لا تحس .
وماذا كان يفعل اليأس بالنفوس
المكروبة إذا لم يفتح الأمل أمامها فرجة
في الأفق المُطْبق ، وفسحة من الغد المجهول ؟
يا ويلتا للفقير يعتقد أن فقره
يدوم بدوام الحياة ، والمريض يرى أن
مرضه ينتهي بإنتهاء الأجل ،
ويا بؤسى للحياة إذا لم يقل المأزوم
والمحروم والعاجز : إذا كان في اليوم قنوط ،
ففي الغد رجاء ، وإذا لم تكن لي الأرض
فستكون لي السماء !
طيب الله اوقاتكم
الله في السماء ، والأمل في الأرض ،
وبين روْح الله المؤاسي ، ومدد الرجاء
الآسي تندمل الجفون القريحة ،
وتلتئم القلوب الجريحة ، وتنتعش
الجدود العاثرة .
الكروان يموت فرخه في المساء ،
وفي الصباح يرقص ويصدح ، والشاة
يذبح حملها في الحظيرة ، وفي المروج
تثغو وتمرح ، والقلب يُقطع من
القلب والرُّوح تُنزع من الروح ، ثم
يعيش المُحِبُّ بعد حبيبه ، والوالد
بعد ولده ، كما يعيش النهر الناضب
في ارتقاب الفيضان ، والروض الذابل
في انتظار الربيع .
لله على الناس نعمتان لا يطيب
بدونهما العيش ، ولا يبلغ إلا عليهما
العمر : النسيان والأمل ماذا كان يصنع
الأسى بالقلوب الوالهة إذا لم يمح
النسيان من الذهن صورة الحبيب الراحل
أو الهاجر ؟ تأمل حالك يوم فجعك
الموت في عزيز عليك ، أما كنت تجد
لهيب الحزن متصلاً يوقد صدرك من
غير خُبُوَ ، ويذيب حشاك من غير هُدْنَةٍ ؟
تصور دوام هذه النار على نياط القلب
وأعصاب الجسد ، ثم قَدَّر في نفسك
الحياة على هذه الصورة ، على أنها
والحمد لله لا تدوم ، فإن الجبار الذي
سَلَّط الألم على الروح ، وهو الرءوف
الذي سلط الزمن على الألم ،
فالزمن لا ينفك يسحب ذيول الأيام
والليالي ، على الصور والآثار حتى
تنطمس المشابه وتعفو الرسوم ،
ولا يبقى من المفقود إلا صورة لا تنطق ،
ولا من الجراح إلا ندبة لا تحس .
وماذا كان يفعل اليأس بالنفوس
المكروبة إذا لم يفتح الأمل أمامها فرجة
في الأفق المُطْبق ، وفسحة من الغد المجهول ؟
يا ويلتا للفقير يعتقد أن فقره
يدوم بدوام الحياة ، والمريض يرى أن
مرضه ينتهي بإنتهاء الأجل ،
ويا بؤسى للحياة إذا لم يقل المأزوم
والمحروم والعاجز : إذا كان في اليوم قنوط ،
ففي الغد رجاء ، وإذا لم تكن لي الأرض
فستكون لي السماء !
طيب الله اوقاتكم