المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكبر والعجب


تعآليت بك♕
11-28-2018, 02:56 AM
أولًا: الكبر:
التعريف:
لغةً: هو من الكبرياء والعظمة والتجبر، مأخوذ من مادَّة (ك ب ر)، التي تدل على خلاف الصغر، وقيل: هي عبارة عن كمال الذات، ولا يوصف بها إلا الله تعالى.

اصطلاحًا: قد عرَّفه النبي صلى الله عليه وسلم أنه: ((بطر الحق، وغَمْط الناس))[1]، وهو: استعظام النفس، واستحسان الفضائل، والاستهانة بالآخرين واستصغارهم، والترفع على من يجب التواضعُ له.

خطورته:
1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنةَ مَن في قلبه مثقال ذرة من كبر))[2]، وإنما صار حجابًا دون الجنة؛ لأنه يحول بين العبد وبين أخلاق المؤمنين كلها، وتلك الأخلاق هي أبواب الجنة.

2- فيه يَهلِك الخواصُّ من الخلق، وقلما ينفكُّ عنه العباد والزهاد والعلماء، فضلًا عن عوامِّ الخلق!
3- ما من خُلُق ذميم إلا وصاحِبُ العزِّ والكبر مضطرٌّ إليه ليحفظ عزَّه، وما من خلق محمود إلا وهو عاجز عنه؛ خوفًا من أن يفوته عزه.

قال محمد بن الحسين بن علي: "ما دخل قلبَ امرئ شيءٌ من الكبر قطٌّ إلا نقص من عقله بقدر ما دخل من ذلك، قلَّ أو كثر".

مصادره: أربعة: (العُجب، والحقد، والحسد، والرياء)، (وسيأتي شرحها لاحقًا إن شاء الله).

درجاته: يتدرج الكبر في الإنسان على ثلاث درجات:
1- مستقر في القلب، فيجتهد صاحبه ويتواضع، فشجرة الكبر مغروسة في قلبه، وهو يقطع أغصانها.
2- أن يظهر بأفعاله الترفُّع على غيره في المجالس، والتقدم على الأقران، والإنكار على من يقصر في حقه.
3- أن يظهر بلسانه؛ كالادعاء، والتفاخر، وتزكية النفس، والتكبر بالنسب وبالمال والجمال والقوة وكثرة الأتباع.

أنواعه وحكم كل نوع:
1- الكِبر على الله؛ بعدم الإيمان به، وإنكاره، والتألي عليه، وهذا أشنعها، كتكبُّر فرعون ونمرود.

2- الكِبر على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بعدم الانقياد له تكبرًا وجهلًا وعنادًا؛ كتكبُّر كفَّار قريش في مكة.
وهذان النوعان حكمهما أنهما كفر بالله، وشر أنواعه؛ فقد جمعَا بين أنواع الكفر من التكذيب والإعراض والاستكبار والعناد.

3- التكبر على عباد الله تبارك وتعالى؛ فيستعظم نفسه، ويستحقر غيره، ويستنكف عن الاستفادة عمن دونه.
وإِنْ أفادَك إنسانٌ بفائدةٍ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
مِن العلومِ فلازِمْ شكرَه أبدَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وقُلْ فلانٌ جزاهُ اللهُ صالحةً http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أَفَادَنِيها ودَعْكَ الكِبْرَ والحَسَدَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



وقد عدَّه الذهبي من الكبائر، فقال: "أشرُّ الكبر مَن يتكبر على العباد بعلمه؛ فإن هذا لم ينفعه علمه، ومَن طلب العلم للفخر والرياسة، وبطر على المسلمين، وتحامق عليهم وازدراهم، فهذا من أكبر الكبر"؛ وكذا عدَّه الهيتمي في زواجره من الكبائر.

آفات الكبر:
1- أنه طريقٌ موصل إلى غضب الله وسخطه وعقابه، فيطرد بذلك من رحمة الله.
2- قلَّة الخشوع والتدبر والانصراف عن التأمل في آيات الله، فتعمى أبصارهم فلا يرون الحق؛ قال تعالى: ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 146].

3- هلاك النفس وذَهاب البرَكة من العمر.
4- الشعور بالعزلة وقلق النفس وضيقها؛ بسبب اشمئزاز الناس وتفرُّقهم مِن حوله.

ثانيًا: العُجب:
تعريفه:
لغة: هو من الزهوِ والارتفاع، ورجل معجَب: مزهوٌّ بما يكون منه، حسنًا كان أم قبيحًا، والمصدر الإعجاب.
اصطلاحًا: استعظام النعمة، والركون إليها، مع نسيان إضافتها للمُنعِم عزَّ وجل.
منشؤه: الجهل المحض، وعدم إعطاء النفس قدرها ومكانتها التي تستحقها، والتجاهل عن ضعفها وقصورها وتفريطها.

آفات العُجب:
1- أنه يدعو إلى الكِبر، وإذا اجتمعَا، فإنهما يَسلبانِ الفضائل، ويُكسبان الرذائل، فلا ينفع نصح ولا قبول تأديب.
2- نسيان الذنوب وإهمالها؛ مما يؤدِّي إلى الاستهانة بها، والإكثار منها، والتعوُّد عليها، حتى تهلكه.
3- استعظام العبادات والطاعات، والتبجُّح بها، والمن على الله بفعلها، ونسيان آفاتها، فكان سعيه ضائعًا.
4- الغرور بالنفس، والثناء عليها وتزكيتها، فيستنكف عن أخذ الفائدة من غيره، والامتناع عن الاستشارة.
5- التمسُّك بالرأي الخطأ؛ فيفرح به ويصر عليه؛ لكونه من خواطره، وربما أدى ذلك إلى هلاكه، خصوصًا إذا تعلق بالدِّين.

الفرق بين الكِبر والعُجب:
أكثر العلماء على أنه لا فرق بينهما، وذهب المحقِّقون من علماء السلوك إلى الفروق الآتية:
• الكبر خُلق باطن يصدر عنه أعمال، فيرى نفسه أفضل من الغير، فيظهر ذلك من خلال تصرفاته تجاه المتكبر عليهم.
• والعُجب رؤية النفس والرأي والعمل، فيتصور ولو لم يكن أحد غيره.

العلاج:
بما أنهما متقاربان، فنورد علاجهما معًا:
1- الاستزادة من العلم بالله تعالى وأسمائه وصفاته، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وسيرته، وسيرة أصحابه والتابعين.
2- الحذر من الغفلة وقسوة القلب، والسعي إلى المواظبة والمداومة على ذكر الله، والتقرُّب إليه بالطاعات والقربات.

3- التفكر في أن البدن تصيبه الأمراض، ومصيره التراب، والمال إلى زوال، والقوة إلى الضعف والانهيار، والعقل يصابُ بالخلل والوسواس والجنون، وإن كان بالجمال فما يحمله من الأقذار كفيلٌ بالاستقذار، وأما النَّسَب، فالتقوى ميزان التفاضل عند الله تبارك وتعالى؛ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13].
:
طه حسين بافضل

أريج الورد
11-28-2018, 03:49 AM
جزااااك الله خيرا.. على هذا المجهود الرائــع..
بــارك الله فيــك على الموضـــوع ..
الى الأمـــام..
لاتبـخلــ عليــنا بجـــديــدك..
و تقـبلــ مروري
تحياتي..

تعآليت بك♕
11-29-2018, 05:23 AM
..


لآعدمت هالمرور

7ssass
11-30-2018, 03:07 AM
جزآكِ الله عنا كل خير .. بموآزين حسنآتك
تقديرنا

راقي المشاعر
12-01-2018, 03:53 PM
آللهْ يعطيكِ آلفْ ع ـآفيهْ
جع ـلهُ آللهْ فيّ ميزآنْ حسنآتِك
أنآرَ آللهْ بصيرتِك وَ بصرِك بـ نور آلإيمآنْ
وَ جع ـلهُ شآهِد لِكِ يومـ آلع ـرض وَ آلميزآنْ
وَ ثبتِك علىـآ آلسُنهْ وَ آلقُرآنْ
لِكِ جِنآنَ آلورد مِنَ آلجوريّ

راقي المشاعر
12-01-2018, 11:34 PM
جزااااك الله خيرا.. على هذا المجهود الرائــع..
بــارك الله فيــك على الموضـــوع ..
الى الأمـــام..
لاتبـخل عليــنا بجـــديــدك..
و تقـبل مروريـ..
تحياتي..

تعآليت بك♕
12-05-2018, 06:58 PM
..
منـــــــــــورين

ليث
12-22-2018, 07:32 PM
الله يجزاك كل خير

عنيزاوي حنون
12-23-2018, 12:09 AM
جميل ورائع ومميز ماقدمته لنا
دام لنا قلمك وعطائك الجميل والرائع والمتميز
دمت بحفظ الله

صقر الجزيره
12-24-2018, 10:20 AM
جزآك لله الفردوس الأعلَى
ونفع بطرحك الجميع

عازفه
12-24-2018, 10:12 PM
آختيَآرَ جَميلَ جِدآ
سَلمت
علىَ هذا الطَرح الآنيقَ
وَسَلِمتَ يُمنَآك المُخمليِهَ
لِ جلبهآ المُتميزَ
جَزيَلِ شُكِريَ
..ْ~|

غريم الليل
12-25-2018, 11:34 PM
جزاك الله خيرا
وجعله الله بميزان اعمالك
لروحك السعاده