المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فِي اَلسَّاعَةِ اَلوَاحِدَةً بَعْدَ مُنْتَصَفِ اَللَّيْلِ


♣♪ Amal
06-16-2022, 06:43 AM
مَا اَلَّذِي حَدَثَ لي ؟
فِي اَلسَّاعَةِ اَلوَاحِدَةً بَعْدَ مُنْتَصَفِ اَللَّيْلِ ، أَشْعُرُ وَكَأَنَّنِي اَسِيتَقَظَتْ هَذِهِ اَلْمَرَّةِ دُونَ أَنَّ اَلتَّفْكِيرَ بِالْعَوْدَةِ مَرَّةً أُخْرَى لِعَالَمِ اَلْأَحْلَامِ ،
أَيْ بِمَعْنَى صَرِيحٍ ؟
اِسْتِيقَاظُ لَنْ يَعْقُبَهُ نَوْمٌ ، أَشْعُرُ بِالْقَلِيلِ مِنْ اَلتَّعَبِ ، رَقَبَتِي تُؤْلِمُنِي بِشَكْلِ مَا ، وَتَنَفُّسِي أَصْبَحَ صَعْبًا وَمَا يَخْلُفُهُ إِلَّا خَفَقَانٌ شَدِيدٌ ، يَكَاد قَلْبِي أَنْ يَخْرُجَ مِنْ بَيْنِ أَضْلُعِي وَرَأْسِ مَعِدَتِي يَتْلُو جَمَلَ مُعْلِنًا بِدَايَةَ اَلْأَلَمِ ، قُلْتُ فِي دَاخِلِيٍّ لَا بَأْس ، لَيْسَتْ اَلْمَرَّةَ اَلْأُولَى . أَتَّجِهُ وَأَنَا اِسْحَبْ قَدَمَايَ عِوَضًا عَنْ رَفْعِهَا لِأَخْطُوَ طَرِيقِي تُجَاهَ دَوْرَةِ اَلْمِيَاهِ ، اُنْظُرْ لِلْمِرْآةِ وَأَتَأَمَّل مَلَامِحِي ، تَسَاءَلَتْ مَا اَلَّذِي يَسْكُنُهَا ؟
أَوْ هُوَ يُشْبِهُ حَقِيقَةَ مَا سَكَنٌ دَاخِلِيٌّ ؟ أَمْ أَنَّ وَجْهِي تَحَوَّلَ إِلَى خَشَبَةِ مَسْرَحِ تَمْثِيلٍ تَعْتَلِيهَا أَشْيَاءُ لَمْ تَتَّصِلْ مَعَ اَلدَّاخِلِ فَحَسْبَ وَلَمْ تَعُدْ اَيمَاءَاتِي تَمَّتْ لِلْحَقِيقَةِ بِأَيِّ صِلَةٍ ؟
أَعْلَمَ جَيِّدًا أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ كَذِبَهُ ، أَنَا ك شَخْصٌ لَا أُحِبُّ اَلْكَذِبُ أَبَدًا ، اِنْبِذْهُ بِشَكْلٍ هِسْتِيرِيٍّ ،

فَقَطْ اِعْتَدْتُ أَنْ اِبْتَسَمَ فِي وَجْهِ كُلٍّ مِنْ يُقَابِلُنِي ، وَلَا أَعْلَمُ إِنَّ كَانَ تَمْثِيلِيٌّ لِمَلَامِحَ اِحْتَجْتَهَا وَلَمْ تَكُنْ حَقِيقِيَّةً ، ذَنْبًا أَمْ لَا .

فِي أَوْجِ تَفْكِيرِي قَرَّرَتْ أَنْ أَعُودَ لِلْوَاقِعِ ، اَلسَّاعَاتُ تَمُرُّ بِبُطْءٍ ، اِتَّجَهَ نَحْوَ اَلْمَطْبَخِ وَأَنَا اُنْظُرْ بِلَا سَبَّبَ لِلْأَعْلَى ، تُجَاهَ اَلسَّقْفِ ، مَا زَالَتْ خُطُوَاتِي ثَقِيلَةً وَلَا يُوجَدُ أَثْقَلَ مِنْهَا إِلَّا زَفِيرِي اَلْمُرْهَقَ ، اِصْنَعْ كُوبَا مِنْ اَلْقَهْوَةِ عَلَّهُ يُؤَدِّي مَفْعُولُهُ ، قَدْ تَمُرُّ بُرُودَتَهُ عَلَى أَوْرِدَتِي بِطَرِيقَةِ مَا ، وَمَا هِيَ إِلَّا قَنَاعَةً كَاذِبَةً . بَيَّنَ سَكْبِيَ لِلْحَلِيبِ ثُمَّ اَلْقَهْوَةُ ، أَتَسَاءَلُ لِمَا أَصْبَحَ حَالِيٌّ مُزْرٍ هَكَذَا ؟
لِمَا أَشْعُر وَكَأَنَّنِي مُنْطَفِئَةٍ ، وَأَتَسَاءَلُ إِنَّ لَاحَظَ أَحَدُهُمْ أَنَّ خَلْفَ اِبْتِسَامَتِي قَلْب مُثْقَلٍ بِمَا لَا يَخْطُرُ عَلَى اَلْبَالِ ، لَمْ تَكُنْ أَسْبَابًا مُعْتَادَةً ، خَلْفَ جُدُرٍ عَقْلِيٍّ وَتَفْكِيرِيٍّ . .

أَشْيَاء لَا أَعْلَمُ كَيْفَ وَصَلَتْ إِلَيْهَا وَلِمَاذَا أَنَا أُفَكِّرُ بِهَا ، أَصْبَحَتْ تَمْزُجُ فِي أَحْلَامِي وَحِينِهَا أَدْرَكَتْ أَنَّنِي قَطَعَتْ شَوْط طَوِيلٍ مِنْ اَلْغَوْصِ فِي هَذِهِ اَلْأَحْلَامِ ، شَوْطُ لَنْ يَسَعَنِيَ أَنْ أَتَوَقَّفَ فِي مُنْتَصَفِهِ ، إِمَّا أَنْ أُجَازِفَ وَأَرَى نِهَايَتَهُ مَعَ تَأَكَّدِي أَنَّنِي صُلْبَةٌ لَنْ يَهُزَّ جَذْعِيٌّ شَيْءٌ ، أَوْ أُجَازِفُ وَأَعُودُ لِسَطْحِ هَذَا اَلْمُحِيطِ ، كِلَاهُمَا صَعْب ، وَمَا أَصْعَبَ مِنْهُمَا إِلَّا اَلتَّوَقُّفُ فِي اَلْمُنْتَصَفِ ،

تَغْمُرَ رِئَتَايَ بِالْمَاءِ حَتَّى تَنْفَجِرَ ، هَذِهِ نِهَايَةُ اَلِانْتِظَارِ دُونَ حَرَاكٍ .
وَنَعَمْ ، هَذَا كُلُّهُ اِسْتَطَعْتَ اَلتَّفْكِيرُ بِهِ مِنْ خِلَالِ سَكْبِيَ لِلْحَلِيبِ وَالْقَهْوَةِ وَتَجْهِيزِ كُوبِ مِنْ اَلْقَهْوَةِ ،

وَلَا أَسْتَغْرِبُ ذَلِكَ ، لَطَالَمَا عَرَفَ عَنِّي أَنَّنِي ذَاتُ مُخَيِّلَةٍ خِصْبَةٍ ، وَأَنَّنِي لَا أَتَوَقَّفُ عَنْ اَلتَّفْكِيرِ أَبَدًا ، اِسْتَطَعْتُ خِلَالُ نِصْفِ دَقِيقَةِ أَنْ أَرْسُمَ ذَلِكَ كُلُّهُ وَأَطْرَحُ تَسَاؤُلِي وَأُجِيبَ عَنْهُ عَلَى هَيْئَةِ نَصٍّ ، فِي دَاخِلِ عَقْلِيٍّ فَحَسْبَ .

اِتَّجَهَ نَحْوَ أَرِيكَتِي ، أَرْمِي ب جَسَدِيٍّ اَلثَّقِيلِ عَلَيْهَا ، أَنْظُرُ لِلسَّاعَةِ ، لَمْ تَمُرْ سِوَى نِصْفِ سَاعَةٍ ، أَغْمَضَ عَيْنَايَ لِدَقِيقَةِ وَأَفْتَحِهَا وَأَنَا أَنْظُرُ لِكُوبِي ، مَا اَلَّذِي يَحْدُثُ لِي ؟

يُوجَد صَوْتَانِ فِي دَاخِلِيٍّ ، صَوْتٌ يَزْأَرُ بِي وَيَصْرُخُ ، يَا لِلْفَشَلِ اَلذَّرِيعِ اَلَّذِي اِلْتَهَمَ هَذِهِ اَلرُّوحِ ، يُخِيفُنِي هَذَا اَلصَّوْتِ ، عَالٍ وَأَشْعُرُ كَانَ نِصْفُ مِنِّي يَنْظُرُ إِلَى بِطَرِيقَةٍ غَيْرِ مَنْطِقِيَّةٍ وَلَكِنَّهَا نَظَرَاتٌ تَحْتَلُّهَا اَلْغَضَبَ ، وَصَوَّتَ آخَر يَحْتَضِنُنِي بِدِفْءِ صَوْتِهِ ، أَنْتَ فَعِلَّتَيْ اَلْكَثِير وَهَذِهِ هِيَ اَلْحَيَاةُ ، سَتَرْتَفِعِينَ يَوْمًا وَتَنْخَفِضِينَ يَوْمًا ، إِنَّهَا عَثَرَاتٌ فَحَسْبَ ، هَذِهِ اَلرِّحْلَةِ ! لَا تَيْأَسِي ، يَكَادَانِ هَذَانِ اَلصَّوْتَانِ أَنَّ يَقْتُلَانِي ،


أَدْرَكَتْ بَعْدَهَا أَنَّنِي أَعْلَمَ جَيِّدًا سَبَبَ صُدَاعِي اَلْمُزْمِنِ ، هَذَا اَلصِّرَاعِ اَلْيَوْمِيِّ اَلَّذِي لَا يَتَوَقَّفُ ، أَصْوَاتٌ مُتَدَاخِلَةٌ وَنِقَاشَاتٌ لَا مُتَنَاهِيَةً ، صَرَخَتْ بِصَوْتٍ شِبْهٍ عَالٍ ، لَأُوقِفَ عَقْلِي فَجْأَةٍ ، أُعِيدَ ظَهْرِي لِمَكَانِهِ ، أُمَدِّدُ قَدَمَايَ اَلْقَصِيرَةِ مَعَ إِحْسَاسِي بِالْأَلَمِ فِي عِظَامِي ، يَا لَلْهَوْلِ ، يَا لِعُمْر اَلزُّهُورِ هَذَا .

رَغْمَ أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ إِلَّا بِجُزْءٍ بَسِيطٍ مِمَّا أَعِيشَهُ مَعَ دَاخِلِيٍّ ؟ إِلَّا أَنَّنِي لَمٌّ أَظْهَرَ سِوَى اَلْجَانِبِ اَلْمُشِعِّ ، أُحَاوِلُ جَاهِدَةٌ أَنْ أَكُونَ ضِيَاءً وَأَلَّا تَتَغَلَّبَ عَلِي اَلْعَتَمَةِ ،

لَا أَحَدَ يُدْرِكُ فِي خِضَمِّ هَذِهِ اَلْأُمُورِ كَيْفَ تَعْنِي لِي اَلْكَلِمَاتُ اَلطَّيِّبَةُ ،

لَمْ وَلَنْ أَتَوَقَّفَ عَنْ تَذْكِيرِ كُلٍّ مِنْ وَهَبَنِي اَلسَّعَادَةَ بِأَنَّهُ أَعْطَانِي شَيْءٌ ثَمِينٌ أَشْبَهَ بِكَنْزٍ ، فَتِلْكَ اَلْكَلِمَةُ لَمْ تَخْتَرِقْ قَلْبِي ، إِنَّمَا عَانَقَتْهُ ، بِشَكْلِ مَا أَصْبَحَ أُفَكِّرُ بِالْجُمَلِ اَلَّتِي قِيلَتْ لِي ، عِوَضًا عَنْ اَلِاسْتِمَاعِ لِصَرِيخِ ذَاتِيٍّ اَلْمُزْعِجِ ، صَدَى يَتَرَدَّدُ فِي عَمِّقِي وَلَمْ يُخْرِسهُ إِلَّا تُورِد أَزْهَرْ مِنْ دَاخِلِيٍّ ، رُوحُ عَبَقِهِ تَلَتْ عَلِي كَلِمَاتٍ اِعْتَقَدَتْ أَنَّهَا لَا تَعْنِي أَيَّ شَيْءٍ ، إِلَّا أَنَّهَا أَنْقَذَتْنِي مَنِي .

ليث
09-16-2022, 10:38 PM
جميل مانقشته اناملك
فقد جذبتني سطورك
رووووعه
اعجابي وتقيمي وختمي
تحيتي

♣♪ Amal
10-05-2022, 12:10 AM
كالبدر الدري الذي يحيل ليل العتمة الى نهار كان قدومك مشرق باشراق رقيك وأناقة ردك
نتلمس الابداع منكم للخروج بحروف تحمل الجمال منكم
ممتنه لك على هذا الفيض الباذخ
شكر موصول بتقدير يتكاثر مدد بلا عدد
دمت بخير ليث