القلم الحر
08-11-2011, 10:43 PM
قليلة هي المرات التي جمعتني به وجعلتني أتحدث إليه،
لمست فيه سعة الأفق وإنسانية النظرة.
كثيرون أولئك الذين كانوا يذمونه بحدة المزاج والتقلب والرغبة في الإيقاع بالآخرين،
ولكنني لم أرى فيه ما يرون،
وكنت أعتقد أن الإنسان مهما كان سيئا فهناك في مكان ما من نفسه بقعة مضيئة أستطيع أن
أفتح لي فيها نافذة تواصل إنساني وبهذا الإقتناع سارت زمالتي ومعرفتي به.
ومن ثم قربتنا ظروف العمل أكثر وبدأت أعرفه...
لطف وود وحديث رقيق مع الكبار تعال وغطرسة مع الصغار.
ورحت أفتح عيني جيدا أحاول معرفة هذا الإنسان الجديد الذي يتخلق أمامي،
في كل يوم كنت أكتشف أشياء جديدة خافية علي،
وحمدت له أنه فتح أمامي باب اكتشاف نمط إنساني لم يكن معروفا لدي.
أسفت له وهو يزمجر في وجوه من لا يرجو منهم نفعا،
ورثيت له وهو يمنحني أمام فتات رضا الذين بيدهم أمره
فحرصت على أن أحتفظ لنفسي بمسافة بعد تمنع أي صدام بيننا
وما كان الصدام معه ولكن مع من بيدهم أمره...
وكانت مواجهة،
وكان هو الشاهد،
ورأيته وهو ينسلخ من جلده ويتماهى بالآخر،
سكت الآخر وتحدث هو،
ووجدت نفسي غير قادر على متابعة مايقول،
بل منساق وراء تتبع ملامح الإنسان وقناعاته وهي تتبدل أمامي،
ونبرة صوته وهي تتقلب لتناسب النغمة الجديدة.
وقلت في نفسي: الإنسان مشروع لم يكتمل بعد،
وما زال أمامي الكثير من الخبرات والتجارب لزملاء وأقارب إكتمالي...
ومرة ثانية حمدت له أنه جعلني أرى رؤية العين لإنسان في لحظة انسلاخة عن نفسه وتحوله إلى نقيضه...
باعدت بيننا ظروف العمل فغاب عن ذكرياتي،
لكنها عادت لتجمع بيننا فقد حل محل زميل قديم حصل على نقل من مكانه.
وكنت أعتقد أن الزمالة القديمة تعني الود وإن لم تعني الود فعلى الأقل عدم الإساءة.
لكن يبدو أن الود عنده له اتجاه واحد هو ود من في الأعلى،
ورأيته وهو منهمك في نبش أوراق وملفات وحديث عن أخطاء وسقطات سيرفعها إلى الأعلى،
رغما عني سألته: لماذا تحب أن تشوه صورة الآخرين.؟!!
نظر إلي.. رأيته بلا ملامح..
حرك شفتيه وتحدث ولكنني لم أسمع صوته تمنيت أن أقول له:
ليتك تستعيد ملامحك وتسترجع صوتك وتوقظ كبرياء الإنسان الغافية في أعماقك،
عندها ستعرف أن الدنيا الزوال لا تستحق منك كل هذا الإنحدار.!!
قصة عايشتها مع أعز زملاء العمل ولكن...!!
أترك لكم التعليق
لمست فيه سعة الأفق وإنسانية النظرة.
كثيرون أولئك الذين كانوا يذمونه بحدة المزاج والتقلب والرغبة في الإيقاع بالآخرين،
ولكنني لم أرى فيه ما يرون،
وكنت أعتقد أن الإنسان مهما كان سيئا فهناك في مكان ما من نفسه بقعة مضيئة أستطيع أن
أفتح لي فيها نافذة تواصل إنساني وبهذا الإقتناع سارت زمالتي ومعرفتي به.
ومن ثم قربتنا ظروف العمل أكثر وبدأت أعرفه...
لطف وود وحديث رقيق مع الكبار تعال وغطرسة مع الصغار.
ورحت أفتح عيني جيدا أحاول معرفة هذا الإنسان الجديد الذي يتخلق أمامي،
في كل يوم كنت أكتشف أشياء جديدة خافية علي،
وحمدت له أنه فتح أمامي باب اكتشاف نمط إنساني لم يكن معروفا لدي.
أسفت له وهو يزمجر في وجوه من لا يرجو منهم نفعا،
ورثيت له وهو يمنحني أمام فتات رضا الذين بيدهم أمره
فحرصت على أن أحتفظ لنفسي بمسافة بعد تمنع أي صدام بيننا
وما كان الصدام معه ولكن مع من بيدهم أمره...
وكانت مواجهة،
وكان هو الشاهد،
ورأيته وهو ينسلخ من جلده ويتماهى بالآخر،
سكت الآخر وتحدث هو،
ووجدت نفسي غير قادر على متابعة مايقول،
بل منساق وراء تتبع ملامح الإنسان وقناعاته وهي تتبدل أمامي،
ونبرة صوته وهي تتقلب لتناسب النغمة الجديدة.
وقلت في نفسي: الإنسان مشروع لم يكتمل بعد،
وما زال أمامي الكثير من الخبرات والتجارب لزملاء وأقارب إكتمالي...
ومرة ثانية حمدت له أنه جعلني أرى رؤية العين لإنسان في لحظة انسلاخة عن نفسه وتحوله إلى نقيضه...
باعدت بيننا ظروف العمل فغاب عن ذكرياتي،
لكنها عادت لتجمع بيننا فقد حل محل زميل قديم حصل على نقل من مكانه.
وكنت أعتقد أن الزمالة القديمة تعني الود وإن لم تعني الود فعلى الأقل عدم الإساءة.
لكن يبدو أن الود عنده له اتجاه واحد هو ود من في الأعلى،
ورأيته وهو منهمك في نبش أوراق وملفات وحديث عن أخطاء وسقطات سيرفعها إلى الأعلى،
رغما عني سألته: لماذا تحب أن تشوه صورة الآخرين.؟!!
نظر إلي.. رأيته بلا ملامح..
حرك شفتيه وتحدث ولكنني لم أسمع صوته تمنيت أن أقول له:
ليتك تستعيد ملامحك وتسترجع صوتك وتوقظ كبرياء الإنسان الغافية في أعماقك،
عندها ستعرف أن الدنيا الزوال لا تستحق منك كل هذا الإنحدار.!!
قصة عايشتها مع أعز زملاء العمل ولكن...!!
أترك لكم التعليق