منتديات حساس

منتديات حساس (http://www.7ssass.com/vb/index.php)
-   قُطوْف دِينيَه ▪● (http://www.7ssass.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   عجوز القلب (http://www.7ssass.com/vb/showthread.php?t=27168)

شغف 12-13-2022 09:47 PM

عجوز القلب
 


تمر بنا الأيام لتحفر بأحداثها المتلاحقة آثارًا بالقلب لا تُمحى تشكل ملامحه وجماله، وأحيانًا تشيبه وتزيل قوة الشباب التي تعمَّقت به فيظهر عجزه سريعًا، وضعفه ويشيخ، وبينما كنت أتأمل حال قلبي، وأتساءل: أيمكن أن يهرم القلب قبل الجسد؟ وكيف يكون القلب عجوزًا ومتى؟ وهل يمكن أن يبقى قلبي شابًّا؟

وبينما أنا غارقة في التفكر إذا بعقلي يردد قول الله تعالى في قصة السيدة سارة زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام: ﴿ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ﴾ [هود: 72].

وقتها أحسستُ كأن صاعقة ضربتني فوقْعُ الآية كان شديدًا عليَّ، سبحان الله إنه شيء عجاب حقًّا، فسيدنا إبراهيم عليه السلام كان شيخًا وامرأته عجوزًا، لكن بشَّره الله بالولد؟ تعرفوا لماذا؟ لما كان بقلبه من يقين وتوكُّل واستسلام وعبودية حقة لله، فقد كان له قلب قوي يافع مقبل على الله، لم يضعف أمام الابتلاءات والمحن المتتالية التي تعرض لها من تكذيب قومه له، وكفرهم وإلقائه بالنار، وهِجران أبويه له، وهجرته من بلده، وتأخُّر الولد من السيدة سارة، وقصته مع النمرود، وتركه لزوجته هاجر وابنه الرضيع إسماعيل عند البيت الحرام، وكان واديًا غير ذي زرع، ورؤياه بذبح ابنه وامتثاله لأمر الله، كل هذه الابتلاءات نجح فيها، فزادته قوة وقربًا من الله، فكانت عطاءات الله لسيدنا إبراهيم، نعم هرم الجسد لكن لم يهرم القلب!

نعم الرزق والسعادة تغيب أحيانًا عن حياتنا لفقر القلب، فمفاتيح السعادة هي ملك للقلب وحده، ولن تتسنَّى لنا إلا إذا صلحت قلوبنا، فقد يصيب الإنسان العجز وربما يصل إلى سن الشيخوخة، لكن يبقى القلب قويًّا مليئًا بعنفوان الشباب؛ لأنه قد تغذى باليقين والصدق والاستسلام لله والتوكل عليه، وغيرها من مغذيات القلب من العبوديات، بينما إذا فسدت القلوب وخلَت من معاني العبودية هرم القلب ومات، فصار الإنسان إلى ضياع وخسران في الدنيا والآخرة.

وقد أخبرنا الرسول الله صلى الله عليه وسلم أن صلاح الجسد كله يتأتَّى أولًا من صلاح القلب، فقال: (أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ).

لذا الواجب علينا أن نعلم أن الإيمان قول وعمل ونية، وأن صلاح الباطن يؤثِّر في صلاح الظاهر، وكلما ازداد صلاح الباطن، كان ذلك زيادة في صلاح الظاهر.

وهنا فقط عدت لقلبي من جديد لأسأله: أعجوز القلب أنت يا قلبي؟! أم بعنفوان الشباب ستحيا دائمًا، إنها وقفة تحتاج منك أيها القلب إلى إجابة.




نزف القلم 12-16-2022 11:28 AM

جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعنا الله وإياك بما تقدمية

نـَغمَـة سَـاهِـيـه 12-17-2022 11:07 PM

/
بوركتِ على هالنقل النآفع والطَيب
وجزاكِ الله كل خير وجعلَه بمِوازين حسنآتكِ
.
.
ولاعدمنآ القآدم من جديدكِ ونُـورِ حضوركِ
وتوآصِل عطآءكِ الجمِيلَ (شغفَ)

العسل قلبي 01-10-2023 03:42 AM

يسعدك الرحمن على طرحك القيم
والله يعطيك العافية على الإفادة
جزيل الشكروالامتنان على المجهود
كنت هنا //العسل قلبي

لـــظى 01-11-2023 02:04 PM

ياسمِين ومرْجِ أُقحوانٍ كان جلبُك ..

سلطان الزين 03-07-2023 12:34 AM

جزاك الله خير

امير الذووق 03-28-2023 05:31 PM

جزاك الله كل الحسنات وربي يتقبل
منك صالح الاعمال


الساعة الآن 02:10 AM

 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009