نزل في سنة 610 ميلادي في رمضان
مدة نزول القرآن الكريم نُقل عن أهل العلم العديد من الأقول في نزول القرآن الكريم، وأصحّها القول بأن القرآن الكريم نزل على مرحلتين، وقد دلّ على هذا القول العديد من الأحاديث، ومنها ما رُوي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: "فُصِلَ القرآنُ من الذِّكْرِ فوُضِعَ في بيتِ العِزَّةِ في السماءِ الدنيا، فجَعَلَ جبريلُ عليه السلامُ يتلوهُ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُرَتِّلُهُ تَرْتِيلًا"، وفيما يأتي بيان كل مرحلةٍ والفترة الزمنية التي استغرقتها:[٣] المرحلة الأول: نزل القرآن الكريم جملةً واحدةً من الله -تعالى- إلى بيت العزّة في السماء الدنيا، أما المدّة الزمنيّة التي استغرقها النزول فهي ليلة واحدة، حيث نزل القرآن الكريم في ليلة القدر من شهر رمضان، مصداقاً لقول الله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)،[٤] ولقوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)،[٥] وقد رُوي عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه قال في تفسير قول الله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)،[٤] "نزِل القرآن جملةً واحدة في ليلة القدر إلى السماء الدنيا، وكان بمواقع النّجوم، وكان الله ينزّله على رسوله -صلى الله عليه وسلم- بعضه في إثر بعض"، ولم يرد ما يدلّ على العام الذي كان فيه ذلك النزول، ولا يُعلم هل كان قبل بعثة محمّد -صلى الله عليه وسلم- أم بعدها. المرحلة الثانية: في المرحلة الثانية نزل القرآن الكريم على رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- منجّماً، أي مُفرّقاً بحسب الأحداث والوقائع، مصداقاً لقول الله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا)،[٦] ولقوله عز وجل: (وَقُرآنًا فَرَقناهُ لِتَقرَأَهُ عَلَى النّاسِ عَلى مُكثٍ وَنَزَّلناهُ تَنزيلً)،[٧] أما المدّة الزمنية التي استغرقها هذا النزول فهي ثلاثة وعشرين عاماً، حيث بدأ نزول القرآن الكريم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالتزامن مع بعثته، وكان أوّل يومٍ نزل فيه القرآن عليه يوم الاثنين، فقد سُئل -عليه الصلاة والسلام- عن صوم يوم الاثنين فقال: (ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ)،[٨] واستمرّ نزول القرآن الكريم في مكة المكرمة ثلاثة عشر سنة، وعشر سنواتٍ في المدينة المنورة.
الايات
سورة البقرة: (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)،[٢١] القول الثاني: قوله -تعالى- في سورة النساء: (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ).[٢٢] القول الثالث: قوله -تعالى- في سورة الفتح: (إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ).[٢٣] القول الرابع: قوله -تعالى- في سورة المائدة: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً).[٢٤]
|