صَبّاحَ الخيَرْ أنتَ لا تُدرِكُ كيف يحميَكَ الله بالمنعِ والتَّأخيرِ مِن قراراتٍ بنَيتَها في بالِك، غذاؤُها الوهمُ والانبِهار. ولو أنَّكَ صبَرتَ لاستَرَحت، وأَحسنتَ التَّسليمَ لَأَمِنت، وحسُنَ يقينُكَ لَقنِعت، بأنَّ ربَّ الخيرِ لا يأتي إلَّا بالخَير، وأنَّ الإنسانَ خُلِقَ عَجولا، يحبُّ تقديمَ ما أخَّرَ الله من الفرَج، كي لا تنقطعَ أسبابُ العافيةِ عنه أبدا، ويحبُّ تأخيرَ ما قدَّم الله من البلاء، كي لا تمسَّه أسبابُ الشَّقاءِ في يومِه أبدا. قدَرُك مُلاحِقُك، وقضاؤُكَ واقِعٌ علَيك، والمكتوبُ لكَ لا يضيِّع طريقَه إلَيك، وقد يُحمَلُ لكَ على ظهرِ ما لا تُطيق، فهوِّن على نفسِك، وتخفَّف من جزَعِك، والصَّبرُ سِنامُ الصَّالحِ من العمَل، ورزقُكَ خلفَ بابِك، والبابُ لا يُفتَحُ على ضعفٍ ووهَن، حتَّى تُبتَلى، وتُصقَل، وتتجلَّد، وتتمكَّن، وتُمسيَ أهلًا لاستقبالِ نِعَمٍ لو أتتكَ على ضعفٍ لفتَنَنك، لكنَّ الله أخَّرها رحمةً ورأفةً بك.
الله لطيفٌ بعباده
|