وَسَطَ اَلْأَحْيَاءِ اَلشَّعْبِيَّةِ . . . يَتَوَارَثُونَ اَلْخُزَعْبَلَاتُ وَقِصَصُ اَلْأَجْدَادِ اَلْقَدِيمَةِ وَأَنَا كُلِّ اَلْأَمْرَاضِ اَلْبَسِيطَةِ اَلْمُتَعَلِّقَةِ بِالنَّفْسِ " مَس " وَفِي إِحْدَى اَلْيَالِي اَلْحَالِكَةَ شَوَارِعَ اَلْمَدِينَةِ كَعَادَتِهَا تَفْتَقِرُ اَلْإِدَارَةُ وَالْمَنَازِلُ اَلْمُحِيطَةُ بِهَا شَبَهٌ مُظْلِمَةٍ وَفِي إِحْدَاهُمَا وُلِدَتْ نَجْمَةً فِي مُنْتَصَفِ اَللَّيْلِ وَشَعَّ نُورُهَا كَالْقَمَرِ اَلْمُضِيءِ نَجْمَةً نَقِيَّةً بَيْضَاءً وَبَيْنَ وَجْنَتَيْهَا يَنْبُتُ اَلْوَرْدُ وَفَوْقَ مَلَامِحِهَا تُحَلِّقُ اَلْفُرُشَاتُ بِأَجْنِحَةِ زَخْرَفَتُهَا أَلْوَانَ اَلطَّيْفِ وَمَعَ طُفُولَتِهَا بَدَأَتْ اَلْحَرْبُ وَأَصْوَاتُ اَلْمُدَافِعِ ! ! عَاشَتْ عَلَى اَلضَّجِيجِ وَصَامَهُ عَنْ اَلْهَمْسِ وَفِي عِيدِهَا اَلْخَامِسِ نَطَقَتْ بِصُعُوبَةِ تُثْنِي اَلْمُذَكَّرَ وَتَذَكَّرَ اَلْمُؤَنَّثُ بَيْنَ اَلسُّخْرِيَةِ وَالصَّمْتِ بَدَأَتْ حَيَاتُهَا أَصْبَحَتْ فَتَاةُ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْهَا يَظُنُّ أَنَّهَا وَرِيثَةٌ لِلْمَمْلَكَةِ لَا تَغِيبُ عَنْهَا اَلشَّمْسُ وَإِذَا تَحَدَّثَتْ سَحَبُوا مِنْ تَحْتِهَا بِسَاطُ اَلْعَيْشِ تَمْلِكُ رُوحَ اَلْحَيَاةِ وَرُوحِ اَلْمَرَحِ وَرُوحِ اَلْمُخَالَطَةِ وَمُقَوِّمَاتِ اَلْحَيَاةِ بِكَفَّيْهَا ! وَلِلْأَسَفِ مِنْ بِالزَّمَانِ هُوَ نِدُّهَا وَضِدَّهَا تَحْت شِعَارِ اَلْإِجْحَافِ إِلَّا مَقْصُودٌ وَبَعْد أَنْ تَوَقَّفَتْ اَلْحَرْبُ أَنْجَبَتْ أُمُّهَا أَرْبَعَةَ قِسْمَتُهُمْ عَلَى اِثْنَيْنِ مِنْ اَلذُّكُورِ وَالْإِنَاثِ وَلَانَ اَلتَّوَدُّدُ كَانَ لَهُمْ أَكْثَرَ وَمِسَاحَةُ اَلِاهْتِمَامِ أَكْبَرَ فَقَدَتْ حِسَّ اَلْمَرَحِ وَزَادَ قَلَّ اَلِاهْتِمَامُ وَانْزَوَتْ بِغُرْفَتِهَا لِأَنَّ اَلصَّمْتَ بِظِلِّ اَلتَّهْمِيشِ رَاحَةً.. اَنْطَفُتْ وَفَقَدَتْ لُغَةُ اَلتَّخَاطُبِ حَطَّمَتْ طَاوِلَةَ اَلزِّينَةِ وَكَسَرَتْ مِرِيتْهَا وَتَخَلَّصَتْ مِنْ أَحْمَرِ اَلشِّفَاهِ وَكُلِّ أَدَوَاتِ اَلْمَكْيَاجِ ظَنُّوا بِفِقْدَانِ اَلصَّوَابِ وَأَجْمَعُوا بِالتَّصْوِيتِ هَيَّا اَلْآن مَمْسُوسَةً إِذَا غَابَة اَلثَّقَافَةِ تَمُوتُ أَنْصَافَ اَلْحُلُولِ وَيَعِيشُ اَلْقَائِلُ : إِنَّهَا كَانَتْ تَسْكُبُ اَلْمَاءَ اَلسَّاخِنَ وَتُغَنِّي دَاخِلَ اَلْحَمَّامِ
وَسَطَ اَلْأَحْيَاءِ اَلشَّعْبِيَّةِ . . . يَتَوَارَثُونَ اَلْخُزَعْبَلَاتُ وَقِصَصُ اَلْأَجْدَادِ اَلْقَدِيمَةِ وَأَنَا كُلِّ اَلْأَمْرَاضِ اَلْبَسِيطَةِ اَلْمُتَعَلِّقَةِ بِالنَّفْسِ