::
مررت بالمقربة من منزلها
تأملت بآبهـآ الموصد .. ذاك البآب الذي طالما وقفت عنده
ولطالما استقبلتنا أيآم العيد بكل فرح ..
إنهـ الآن يبكي فرآقها ..
لقد تركتهـ بعد أن توفي زوجهـآ
زوجها الذي عآش معهـآ في ظل ذاك البيت
مآ يقآرب التسعون سنهـ
لقد نآهزا المآئة وعشره
وبعد هذا العمر بثلاثٍ انتقلت روح الزوج لباريهآ
وبقيت هي تصآرع امواج الحيآه
لكنها لم تستطع فعادت الى طفولتها
عادت الى خوفها والبحث عن حضن يحميهـآ
عادت الى الرغبة في تعلم اساسيات الحياه
عادت الى حيث بدأت
عادت بعقل لم يتفتح .. بالكآد تعرفنا
تعرف فقط من عاش في زمن شبابهآ
لقد سئمت العيش وباتت تنتظر لقاء ربها
تأخر اللقاء فاستسلمت للوهن ..
رمت بادراكها لما حولها
لأنها ترى انها تعدت المعقول .. ذهب كل احبابها
ولم يبقى الا القليل .. عاشت معهم ولم تكن تعلم انها ستعيش
مع احفادهم .. الإبن وامه وجدته ينادونها جده
عندما أرآها اتذكر قول الشاعر
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ... ثمانين حولاً لا أباً لك يسأم
واعلم ما في اليوم، والأمس قبله ...ولكنني عن علم ما في غد عمي!
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب ... تمته، ومن تخطئ يعمِّر فيهرم!
اسأل الله لها حسن الختآم ..
وان يجعل درجتها في الفردوس الأعلى
|