صوت خطوات تسير متثاقــلة

يليها صوت سلسلة المفتاح ثم باب يفتح

وما هي إلا دقائق ليقفل مرة ثانية

حقيبة ترمى على طرف السرير .. ويرتمي بجوارها جسـد منهك

و الأشد تعباً تلك الروح وذلك القلب الذي بداخله ،
فتعب و آلام الجسد تتلاشى بعد سويعات من الراحة أو النوم ...
لكن من يزيل ذلك الألم الداخلي .

قلبٌ حزين

روحٌ جريحة

عقلٌ أجهده التفكيـر

كلمات يتردد صداها بيـن جدران فؤادٍ محطمٍ

S

&

لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا ؟

لماذا هو يعاملني بهذه القسوة واللامبالاة ؟

لماذا لا يشعر بألمي ويتجاهل مشاعري ؟

لماذا أستمر أنا في غض الطرف عن أخطائه ؟

آهـ ... آهـ

تنهيده ملؤها الألم تخرج من بـين حنايا الصدر

ترافـقها عبرات من عيـنين حزينـتين

ليصل مذاقها كالعـلقم إلى الأعـــماق

يليهـــــا ألف سؤال وسؤال

؟

؟

؟

هل أصبح الإخلاص نادر الوجود؟

هل الطيـبة ونكران الذات أصبحت من العيوب ؟

أم هل من يسامح ويعـفو يُــعـد ضعيفاً ؟

بعـدها لحظات يغـيـب فيها الفـكر ....

يستعرض شريط ذكريات حياة مليئة بالألم

شتــــان بــينها وبـيــــــــنه

هي تهديه الابتسامة والهـدوء..

وهو يهديها الغضب و التذمر..

هي تعـظم كل ما يقدمه لها وتفرح به ..

وهو يستـصغـر أفعــالهـــــــا ..

هي تـنظر إليه بعيون الثقـة و الاحترام ..

وهو يرمقهــا بعين الخيانة والغدر ..

~

~

هو يجرح ويطعـن في صميم القــلب ..

وهي تـلمــلم وتداوي جراحــــه ..

هو أصبح محـــور حـيـاتـهــــــــا ..

وهي أصبحت في هــامـش اهتـماماتـــه ..

~

/

~

فجأة يتـوقــف الشريط وينقطع العرض علـــى

صوت طفـلـتيــهــــا

ماما ... ماما .. ماما ..

متى عدت من المدرســــــــة ؟

تسـتـفـيق كأنـهــا كانــت في كابوس مزعــج

لتـقــع عـينـيــهــا على أجمل زهرتـيــن في حياتهــا

تبادر إليهما فـتـلثـم جبــين الصغـيرتين بقـبـلات

xxx

ملؤهــا المحـــبـــة والحـنــــــان

آه

زفرة تخـرجهـا بكل ما فيها من داخـلهـا وبكل قوة

بعـدهـا ترســم ابـتســامة على شفـتيها لتلقي بصـفــحـات ذكريــاتهــا في غـيــاهــب القــلب

و تمـضي لتـستـعيــد نشـاطـهــا من أجل ضحـكات تلك

الشفــاه الصغــيرة

~

؛

~

نزف قلمــي مــما جــادت به المشــاعـر

Ghlaa

(( الحقوق محفوظة - الرجاء عدم النقل ))