كتاب مدمن نجاح > لعلي غزلان

يصدِّر صاحبنا علي غزلان نفسه بوصفه "مدمن نجاح" -شفاه الله وعفاه- فليس الأمر أننا أمام تجربة ناجحة ما مر بها في حياته مثلا ثم يصوغها لنا لنعتبر، لا، الأمر فاق هذا المستوى طبعا، فهو مدمن نجاحات، ولك أن تتساءل، كم من عظماء لم يجرؤ على وصف أنفسهم بالناجح أصلا ناهيك باعتياد النجاحات، ولكن الأمر طبيعي، لطالما كان هذا هديان خفيفي العقول، عندما يظنون أنهم على شيء، وهم لا يساوون شيء، بينما يخجل العظاما من مسيرتهم ويعتبرون أنهم لم ينجزوا ما أرادوا بعد، فتلمح دائما بعض الخجل في أعينهم وهم يأسون على ما فاتهم، غير فرحين بما آتاهم، وفي الوقت الذي نرى فيه الأئمة يخجلون من التجمعات حولهم ومن رفع الناس لهم مكانات لا يرون استحقاقها، لأنهم لم يحملوا الأمانة كما ينبغي!

وعلى أقل تقدير يؤرخ أحدهم لنفسه بسيرة ذاتية بسيطة قد لا يتحدث فيها عن نفسه أصلا. شتان!

لا شك أن فكرة النجاح بذاتها تحتاج لتأطير من جديد قبل أن نصف بها أنفسنا بكل سلاسة.

وفي مشهد يجمع بين الغرور المثير للشفقة والعته الأكثر إثارة للشفقة ترى أن غُزلان يضع بكتابه النفسيات العشرة التي لاحظتها عينه الخبيرة، فهلُم يا من تريد النجاح لقد يُسرت لك السُبل. هيا لا تتكاسل واقتدِ!

ولكن احذر لأن هذا قد يورثك الإدمان للنجاح، ولن يتوقف نجاحك على التخرج من كلية الطب والحظي بمشاهدات الملايين لسفاهاتك ودمك الثقيل بل قد يمتد بك الأمر لتفتح "مطعم بروست"!.

كان الله في عونك.


للقراءة

هنا