مُدُن فِي ذاكرَتي ..

ذات بُعْد وَالحِين يَتَوغَّل فِي اَلوتِين
وَتذكِرة اَلعُبور إِلى اللِّقَاء كَقُبلَة الضَّيَاع
على صَحوَة يَوْم مُؤجَّل
فِيه اَلحُلم إِلى حِين
وَهاجِس مُشبَّع الغبش
صَرَخات اَلأنِين يَتَأرجَح النَّبْض
ضِفَاف مَوْت زَفرَة تَرسُم


مُدُن "ابْكهَا الوجْدان"

مُدُن قُصَّتْ ضفائرهَا
تِلْك الجميلة المتطايرة
مع اَنْسام الصَّباحات الجميلة
المشْبعة بِروائح الزُّهور اَلبهِية
الألْوان كمَا الفراشات
بُليَت ثِيابِهَا وأصْبح وجَّههَا شَاحِب
كأمَّهَات الثَّكْلى . . ! !
سُمهَا تبْكيهَا خوْفًا
وَقَمرهَا يغيب عَنهَا حُزْنًا
وغناؤهَا عَزْف يَستدْعِي اَلبُكاء
وريحهَا تُزمْهَر بِرائِحة الدِّمَاء
ترى هل ستعاود بلابلهَا يوْمًا الغنَاء..!

مُدُن "عَذْراء"
أَنجَبت مِن الزَّمن أطْفالا
يرْضعون مِن ثَدْي الألم
يُحبُّون نَحْو الأمل كمَا يَحبُو العطْشان نَحْو السَّرَاب
فَطمُوا أمانيهم قَبْل أن يَبلُغوا أُبَوبهَا
وَيمضِي بِهم اَلعُمر نَحْو الجهَات المحضوره
ترى هل سيولِّد اَلحُلم مِن رَحِم الرَّمَاد ..!!

مُدُن " يُسمَّينهَا رَمَاد"
أَجهَضت محابرْهَا ارْقيتْ دِماءَهَا
وَهطُول أقْلامهَا لََا يُسْمِن ولَا يُغْنِي مِن جُوع
تِلْك اَلتِي حُشرَت حقيقتهَا فِي عُنُق زُجَاجَة
واغْتيلتْ بِرصاصة الخيْبة جهْرًا
نَعبُرها كَحُلم مع يَقطَة الرُّوح
كأنَّنَا الأطْفال وَكَأنهَا الحلْوى البعيدة المشتَّتة
نسير بِرائِحة اَلحنِين تَفُوح بَيْن اَلأزِقة
ونبْحث عن ياسمينهَا الرَّمَاد بَيْن اَلحُطام
وأنَّنَا كمن يَبحَث عن إِبْرَة وسط الظَّلَام
ترى هل سَيرَى يُسَمنهَا يوْمًا الضِّيَاء..!