الموضوع: سيل المواعظ
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-25-2020, 05:51 AM
ميروَ ، غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
اوسمتي
عيدية حسآس وسآم مرور 10 سنوآت عنوان الوفاء عيد الوطني الـ 90 
لوني المفضل Crimson
 عضويتي » 1334
 جيت فيذا » Apr 2020
 آخر حضور » 10-10-2022 (03:58 AM)
آبدآعاتي » 22,679
الاعجابات المتلقاة » 1416
 حاليآ في » هناكك طط
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامى ♡
آلعمر  » Sony
الحآلة آلآجتمآعية  » اعزب ♔
 التقييم » ميروَ ، has a reputation beyond reputeميروَ ، has a reputation beyond reputeميروَ ، has a reputation beyond reputeميروَ ، has a reputation beyond reputeميروَ ، has a reputation beyond reputeميروَ ، has a reputation beyond reputeميروَ ، has a reputation beyond reputeميروَ ، has a reputation beyond reputeميروَ ، has a reputation beyond reputeميروَ ، has a reputation beyond reputeميروَ ، has a reputation beyond repute
مــزاجي  »
مشروبك   7up
قناتك
اشجع
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي سيل المواعظ



سيل المواعظ



مما ذكره الباري سبحانه في كتابه الكريم عن هذه الأمة قولُهُ تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110]، ومن هذا المنطلق يحرص الإنسان المسلم - رجلًا كان أو امرأة - على بذل النصيحة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ويأتي هنا ما تُسمى بالموعظة، وقد عرَّفها البيضاوي بأنها: الخطابات المقنعة، والعِبر النافعة[1]، وعرَّفها ابن القيم بأنها: الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب[2]، فكانت الدعوة إلى الله عن طريق الترغيب والترهيب وإقناع الناس.



وقد كنا في السابق نشُدُّ الرِّحال من قطع المسافات لحضور درس في مسجد ما أو مركز ما، أو حضور محاضرة لعالم أو شيخ، ونخرج من هذه المحاضرة في تأثر كبير للموعظة المذكورة فيها، مما قد يكون نقطة تحول للمرء في مسيرة حياته، ووسيلة للرجوع والإنابة إلى الله تعالى، ويحصل عندنا التشوق الكبير لرؤية هذا العالم مرة أخرى؛ لنستفيدَ من سَمْتِهِ وعلمه، وكنا ندَّخر الأموال من المصروف اليومي لشراء الشريط لذلك الشيخ الداعية المؤثر، أما الآن مع توفر وسائل التقنية الحديثة من القنوات الفضائية إلى الأجهزة الذكية، ووجود مواقع التواصل الاجتماعي - أصبحت الموعظة تمر علينا بشكل كبير بهيئة السيل من كل اتجاه وصَوبٍ، ويدور المقطع الوعظي على الملايين من الناس في لحظات وجيزة؛ مما أفقدها قيمتها وتأثيرها، وجعل الناس يقومون بتمريرها للآخرين دون متابعة أو تمحيص، مما يتوجب على المختصين في مجال الدعوة النظر في المسألة، والبحث عن وسيلة، تقود الناس إلى التزام شرع الله، واختيار الزمان المناسب لذلك، وعدم إكثار رسائل الوعظ على الناس اقتداء بالسلف الصالح في تخوُّل الناس بالموعظة؛ فقد جاء في "صحيح البخاري" عن ابن مسعود قال: « كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخوَّلنا بالموعظة في الأيام كراهةَ السآمة علينا ».



وكذلك نشر الجديد في الوعظ والتذكير، ومواكبة التطورات في العصر، وإعداد المادة المؤثرة حول المواضيع ذات الحساسية والمهمة في المجتمع، وبالأخص الفئة التي يقصدها الواعظ في وعظه ونصحه، وأن تكون الموعظة مناسبة لفهمهم وإدراكهم؛ فعن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: سمعتُ عليًّا يقول: « حدِّثوا الناس بما يعرفون؛ أتحبون أن يُكذَّب الله ورسوله؟ »، وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: « ما أنتَ بمُحَدِّث قومًا حديثًا لا تَبلُغُه عقُولهم، إلا كان لبعضهم فِتْنة »؛ [أخرجه مسلم]، وأن يتضمن هذا الوعظ اختيارَ أرق الجُمَل والتعبيرات، وألطف العبارات، في مخاطبة الآخرين؛ امتثالًا لقول الباري تعالى: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83]، هذه عبارات مختصرة، أسأل الله العلي القدير أن تجد طريقها إلى قلوب الداعين إلى الله.


[1] تفسير البيضاوي، عبدالله بن أبي القاسم عمر بن محمد بن أبي الحسن علي البيضاوي الشيرازي الشافعي، 3/ 426، دار الفكر، بيروت.

[2] التفسير القيم للإمام ابن القيم، جمع محمد أويس الندوي، تحقيق: محمد حامد الفقي، ص: 344، ط 1398هـ/ 1978م، دار الكتب العلمية، بيروت.



 توقيع : ميروَ ،

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس