الإيمان بالقضاء و القدر
*من لوازم الإيمان أن تؤمن بالقضاء والقدر و من كمال الإيمان التسليم التام لله .*
عن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ أنه قال لاِبْنِهِ :
" *يَا بُنَىَّ : إِنَّكَ لَنْ تَجِدَ طَعْمَ حَقِيقَةِ الإِيمَانِ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ* . فإني سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: (*إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ ، فَقَالَ لَهُ : اكْتُبْ ، قَالَ : رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ ؟ قَالَ : اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَىْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ )* . يَا بُنَىَّ * إني سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : *( مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ هَذَا فَلَيْسَ مِنِّى)*. أخرجه أبو داود

قلت : كان الصحابة رضوان الله عليهم و كذا التابعون و الصالحون على مر العصور يحرصون على تنشئة أطفالهم على العقيدة الصحيحة ومنها الإيمان بالقضاء و القدر و التسليم لله في كل أمورهم ، و والله إننا في هذه الأيام لأشد حاجة إلى أن نعلم أبناءنا العقيدة الصحيحة مع هذا العالم المنفتح على كل الثقافات و الديانات و العادات مما يشكل خطرا على صحة عقيدة أبنائنا . ومن أهم ما نغرسه في قلوب أبنائنا صدق التوكل على الله و تمام التسليم له سبحانه و تعالى ، و في الحديث أن القلم هو أول المخلوقات وهو كما ذكر العلماء تلك الأداة التي خلقها الله لكتابة مقادير الخلق أجمعهم وفي الحديث كان أو ما كتب القلم هو مقادير كل شئ حتى يوم القيامة ، لذا فإن كل ما يحدث في هذا الكون و كل ما يصيبك و ما يخطئك إنما هو بقدر الله سبحانه و تعالى ومكتوب عنده . لذا فلا تجزع لمصيبة او لفوات خير فكل ذلك بقدر الله ولا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا ، فلن يكون إلا ما قدره الله و ما وقع هو قدر الله فسلم الأمر له .
ولن يبلغ الفرد كمال الإيمان و يجد طعما حلوا لحقيقة الإيمان حتى يعتقد أن الأمر كله لله اعتقادا جازما بقلبه ينعكس على لسانه و سلوكه . و من مات على غير هذا فقد مات على غير ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم من عقيدة في الإيمان و التوكل و التسليم .
فكن يا رعاك الله مسلما الأمر لله وحده تسليمًا تاما وكن راضيا بقضائه و كن بين الشكر و الصبر فإن أصابتك سراء فاشكر الله عليها و إن أصابتك ضراء فاصبر و احتسب ، فإن وفقك الله لذلك وجدت طعم حقيقة الإيمان و ما أحلاه من طعم كما أشار لذلك صلى الله عليه و سلم في أحاديث أخرى

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ