الأمانة في الإسلام
الأمانة في الإسلام
يحتمل العموميّة والخصوصيّة، ففي المعنى العام دلّت الأمانة في الإسلام على ما تناولته الشريعة الإسلاميّة من الواجبات والطاعات وتوضيح المعاصي والمنهيّات، ولقد تمّت الإشارة إلى ذلك في قول الله -تعالى- من سورة الأحزاب: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}، فهي تشمل الإلتزام بجميع التعاليم الدّينيّة التي نزلت على النبيّ محمّدًا صلّ الله عليه وسلّم، وأمّا من النّاحية الخاصّة في تعريف الأمانة فقد دلّت على ما يجب على الإنسان المؤمن حفظه وصونه وأدائه في وقته المناسب، فالمسلم يعطي كلّ ذي حقٍّ حقّه ويؤدّي حقّ الله -عزّ وجلّ- في العبادة ويحفظ جوارحه عن الحرام
ولقد أوضح الله تعالى في القرآن الكريم أنّ الأمانة في الإسلام صفةٌ ملازمةٌ لعباده المؤمنين، وقد قال تعالى في سورة المؤمنون: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}،ولقد نزل في القرآن الكريم عن الأمر بتأدية الأمانة قوله تعالى في سورة النساء: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}، فهي خلقٌ جليل من مكارم الأخلاق التي أمرنا النبيّ -صلّ الله عليه وسلّم- بالتّحلي بها
فضل الامانه
جعل الله -عزّ وجلّ- فضلًا عظيمًا للأمانة في الإسلام، وقد أشار إلى ذلك في عديد مواطن القرآن الكريم التي أشارت بدورها إلى صفات المؤمنين الخالدين بعد قيام السّاعة في جنّات النعيم، فقد جاء في سورة المؤمنون قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}،وتكرّر هذا البيان في سورة المعارج في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}، فهي سبيلٌ لتيسير الأمور في الحياة الدّنيا ومفتاحٌ من مفاتيح أبواب جنّات النعيم التي وعد الله بها عباده المتّقين، وقد كان رسول الله -صلّ الله عليه وسلّم- يودّع أصحابه بحرصه على دينهم وأمانتهم، ولقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ فقال: "كانَ إذا ودَّعَ أحدًا قالَ: أستَودِعُ اللَّهَ دينَكَ وأمانتَكَ وخَواتيمَ عملِكَ"
|
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|