لماذا الرحيل؟!

أنا ما دُست على أزهار الحديقة
أنا ما قتلت يوماً شَيخ الطريقة
وأنا ما خُنتك حتى لو دقيقة
فلماذا الرحيل؟!

لم اُناقش سِرب النمل على التراب
وما خدشت في قصركِ طلاء الباب
ولا كُنت أنا مَن أبكى السحاب
فلماذا الرحيل؟!

لقد قُلت للحزن القادم أهلاً
وقُلت للأمل الراحل مهلاً
ولن يكون رحيلكِ أمراً سهلاً
فلماذا الرحيل؟!

ألأنّي كنت دوماً اُحبّكِ
أم لأنّي أعبد الله وأعشقكِ
وهل لأن كلماتي استثارت دمعكِ؟
لماذا الرحيل؟!

لماذا تُشوّهين وجه الحب بماء النار
لماذا تقتليني وتستبيحي الأعذار؟
ألأن نزيفي يسخر من قِلّة الأنهار؟
لماذا الرحيل؟!

إذاً اُقتليني قبل الرحيل
بحين
فأنا من بعدك لن أعيش حزين
مزّقيني اسحقيني بعثريني ثم ارحلين
أولمادا الرحيل؟!

ابقي على قبري واعشقي غيري
كي يُحبّكِ وتقتليه وتزرعيه في القبر
وأحبّي ثانياً واقتلي وأحبي واسري
لماذا الرحيل؟!

بحثت عن شيخٍ يُخرجكِ منّي
فوجدتك تسكنين الشيوخ قبل منّي
فدعوت الله باكياً وإذا بالدمع يشكو إليك منّي
قائلاً---لماذا الرحيل؟!