من سنتينْ
في بزّةِ الضابطِ كان رائعا
كان وسيماً فارعا ..
وجاءني
سلم كالضباط..
ثم ضمني
" عمي!
أما عرفتني؟
عمي!
أنا مازن!
ما عرفتني؟ "
قبّلتُ فارسي الوسيم..
قبلتينْ
وقلتُ :
" عفواً يا بني!
فأنتم الصغار تكبرونْ
في غفلةٍ من الكبارِ.. تكبرونْ"
...
...
واليومْ ..
رنّ هاتفٌ يقولُ لي
" مازن مات!.. "
كيف ؟
كيف ؟
كيف ؟
من لم يمت بالسيف
يموتُ في حادثةِ اصطدامْ
مازن مات.. والســـلامْ!
...
...
ماذا أقول يابني؟
وأنتم الصغارُ تكبرونْ
في غفلةٍ من الكبارِ ..
تكبرونْ
تنطلقونْ ...
تسرعونْ ...
تركضونْ ..
ترحلونْ
ونحن نبقى ها هنا
نحن الشيوخُ والكهولْ
ندّبُ نحو الموتِ ..
كالخيولْ ..
حين تهرمُ الخيولْ
د.غازي القصيبـي رحمه الله