كان عمر بن عبد العزيز- رضي الله عنه - معروفا بالحكمة والرفق، وفي يوم من الأيام، دخل عليه أحد أبنائه، وقال له: يا أبت! لماذا تتساهل في بعض الأمور؟! فوالله لو أني مكانك ما خشيت في الحق أحدا. فقال الخليفة لابنه: لاتعجل يا بني؛ فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين، وحرمها في المرة الثالثة، وأنا أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة فيد فعوه (أي أخاف أن أجبرهم عليه مرة واحدة فيرفضوه) فتكون فتنة . فانصرف الابن راضيا بعد أن اطمأن لحسن سياسة أبيه، وعلم أن وفق أبيه ليس عن ضعف، ولكنه نتيجة حسن فهمه لدينه.
صفحة (٤١٤) من سورة لقمان :
*مفاتيح الغيب*
التي استأثر الله تعالى بعلمها ، فلا يعلمها أحد إلا بعد إعلامه تعالى بها وهي :
١. *وقت الساعة* لا يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب.
٢. *إنزال الغيث* لا يعلمه إلا الله ، ولكن إذا أمر به علمته الملائكة الموكلون بذلك ومن شاء الله من خلقه .
٣. *علم ما في الأرحام* مما يريد أن يخلقه الله تعالى ، ولكن إذا أمر بكونه ذكراً أو أنثى ، أو شقياً أو سعيداً علم الملائكة الموكلون بذلك ، ومن شاء الله من خلقه .
٤. وكذلك لا تدري نفس *ماذا تكسب غداً* في دنياها وأخراها .
٥. وما تدري نفس *بأي أرض تموت* فكم من أناس عاشوا حياتهم كلها في بلاد معينة وجائه الموت وهو بلد أخر ربما لم يعيش فيه سواء أيام فقط .
قال تعالى في آية أخرى :
{ *وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو* }.
وقد وردت السنة بتسمية هذه الخمس : مفاتيح الغيب .فعن ابن عمر رضي الله عنه وعن أبيه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " *مفاتيح الغيب خمس* لا يعلمهن إلاّ الله ؛ { *إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ* } ".
دعاء :
*اللهم علمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا وأجعلنا من الراشدين* .