حفظ اللسان في رمضان الوقفة الأولى /..
إن شأن اللسان ليس كشأن سائر الجوارح، فالجوارح تتفاوت في الأهمية،
وقالوا عن اللسان: إنه عضلة خلفها كل معضلة،
ويقول أبو بكر رضي الله عنه وهو يُمسك بلسان نفسه:
(هذا الذي أوردني الموارد)،
وقد ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم:
(إن ابن آدم إذا أصبح فإن أعضاءه كلها تكفر اللسان، تقول:
اتَّقِ الله فينا فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا وإن اعْوجَجْتَ اعْوَجَجْنا)؛
حسنه الألباني، ولهذا يمكن للإنسان أن يكسب الخير العظيم من خلال لسانه،
ويمكن أن يكتسب الشر المستطير من خلال لسانه أيضًا،
وأسهل فعل يمكن أن يقوم به الإنسان هو الكلام، فنظرًا لتلك الأهمية
لهذه الجارحة عمومًا، وفي شهر الصيام خصوصًا، فسيكون الحديث عنها
من خلال خمس عشرة وقفة وهي على النحو التالي:
الوقفة الأولى:
هذه الجارحة ذات الوزن الخفيف تحمل في عملها أرباحًا عظيمة وخسائر فادحة،
فبكلمة يدخل الإنسان الإسلام، وبكلمة يخرج منه، وبكلمة يتزوج،
وبكلمة يُطلق، وهكذا، فهي حرية بالانتباه لها وصيانتها وأطرها على الحق،
وتهذيبها عن الشوائب الفاسدة، فكم من نادم قال كلمة لم يتأملها فعلت الأفاعيل،
إن آفة واحدة من آفات اللسان قد تذهب بروح الصيام وتزهقها، وهي قول الزور؛
قال عليه الصلاة والسلام:
(مَن لم يدَع قولَ الزور والعملَ به والجهل،
فليس لله حاجة في أن يدَع طعامه وشرابه)؛ أخرجه مسلم.
فالصيام جُنة، وتصديع جدار الصيام بآفات اللسان مثلبٌ عظيم،
وهو مؤثر سلبًا على هذه الجنة للصيام، فليتَّقِ الله تعالى
أولئك الذين يطلقون ألسنتهم هنا وهناك بلا رقيب.
| |
| |
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|