" جالسةً على تلِ الأعوامِ التي قطعتهَا ركضًا ووثبًا وزحفًا وحبوًا، كانت تنظرُ بندم.. إلى المغامراتِ التي لم تخاطر بها، إلى الحماقات التي لم ترتكبها إلى الأخطاء التي لم تقترفها لكنها تعرف: أن الزمانَ لو عاد بها لذاتِ الطريق، لأختارت ذات ما اختارته هي هكذا ولن تتغير."
- في مشهد الوداع الأخير ، دس الرسالة في كفها ثم رحل :
"أمثالك يصلحون كأمنيات ويفشلون كواقع ، كنتِ أكثر من أن تتحققي ، وأعجز من أن تحتملك أسباب الأرض ومنطقية الأحداث ، لو تحققتي ! لكان ذلك آخر عهدي بالخيال ، ولكن قدرنا أن نجري هكذا ؛ لا امتلأ المصب ، ولا النهر انتهى ، الاكتمال بداية النسيان ، وقدركُ أن تبقي ، والشيء الوحيد الذي يحول بين الشيء ونسيانه ؛ عدم تحققه من البداية ، كنتِ رائعة .. كأمنية ، كنتِ نصيبي .. كجرح"
عاد مسرعاً
بالكاد استهلك تفكيره بأنه سوف يقابلها، وكيف سيكون اللقاء بعد غياب.
سار مسرعاً، رمى كل الأوراق من يديه، علبة سجائره، قطع نقد ورقية تتطاير.
وصل الي حيث يريد، نظر بأعين العابرين، وانتظر.
نظر الى ساعته، كانت الرابعة عصراً.
تنهد بعمق، وضع يديه في جيوبه، وسار مترنحاً من حيث عاد.